تعلم متى تقول (لا) فكلمة (لا) عملة نادرة تملكها, ولا يجب عليك إهدارها في كل وقت , ولكن عندما تصرفها من بنكك الخاص , لا بد أن تكون قيمة ما اشتريته بها غالي كفاية, و كذلك الحال مع كلمة (نعم) , و يحتاج الأمر منك إلى الموازنة , و لكن موضوعي ركز على كلمة (لا) بدلا من أن يكون تعلم متى تقول (نعم) أو (لا), فكلمة (لا) أغلى من كلمة (نعم) , و لنقرأ مع بعض هذه القصة التي سردها لي أحد أصدقائي:
القصة
لدى صديقي مدير أكثر من رائع من كل النواحي ,و محبوب من قبل الجميع , من داخل الإدارة بل و من جميع الإدارات الأخرى في الشركة , و لكن تكمن مشكلته الرئيسية في عدم استطاعته أن يرفض طلب لأي شخص أو بالأحرى لا يستطيع أن يقول (لا) لأحد.
و بسبب هذه المشكلة فأنه يقوم بتحمل المزيد من عبأ العمل من قبل جميع الموظفين في الشركة بل و يلقي ببعض المهام على الموظفين في إدارته حتى و لو لم تكن من واجباتهم , و بحكم طيبته و تعامله الرائع مع موظفيه , لا يستطيع موظفيه أن يرفضوا له طلبا أيضا لأنهم يخجلوا منه.
المشكلة هنا بأن صديقي أحيانا لا يستطيع الاحتمال ,بل و يكاد أن ينفجر فليس من عادته أن يقول (نعم) لكل شيء و بحكم تعامل المدير الرائع معه كما أسلفت سابقا ,فأن صديقي يقدم الكثير من التضحية بقبوله أي عمل أضافي حتى و لو لم تكن من واجباته.
فكر صديقي بحل لهذه المشكلة , فهل يقوم بمفاتحة مديره بالموضوع أو يقوم فقط بالرفض و قول (لا) لما هو أكثر مما يطيقه؟ فكر بأن الاعتراف صعب , و لو قام بمجرد الرفض فأنه لربما ينقلب الأمر عليه , و فكر مرة أخرى بأنه لربما سبب حب الناس لمديره هي انه لا يرفض أي طلب لأحد و بالتالي فأنه و لربما مديره يعاملهم كموظفين من تحته بهذه الطريقة الرائعة أيضا لأنهم لا يرفضون له طلب!
القصة انتهت إلى هنا و لا أعلم أي من الخيارين اتخذهما صديقي و لم يفتح لي الموضوع مرة أخرى ,و لكن القصة إلى هذا الحد تكفي الغرض منها.
لربما يتساءل البعض لقد بدئت في بداية الموضوع في التركيز على كلمة (لا) و القصة كلها تتحدث عن كلمة (نعم) ! ما هذا التشتيت! و ما الهدف؟
الهدف ببساطة إن كلمة (نعم) و القبول هي أحب للناس من كلمة (لا), بل يقال إن العقل الباطن لا يعرف كلمة (لا), فمثلا لو قلت لنفسك (لا) تنام بعد العشاء مباشرة فإن عقلك سوف يتجاهل كلمة (لا) و تصبح الجملة (نم بعد العشاء مباشرة) كما الحال مع الأطفال الصغار عندما تقول لهم (لا) تلعبوا بالشارع و كأنك تقول لهم ألعبوا بالشارع.
تطلب زوجتك منك قائمة من الطلبات عند عودتك من العمل و تتبعها بمشوار للسوق من أجل الفستان الجديد ,الذي بالتأكيد سوف يتبعه مشوار للتوصيل من أجل حفلة الزفاف الذي سوف تحضر به بهذا الفستان, و لربما بعدها تطلب منك أن تسمع لها بعض القصص التي حدثت معها في الحفل!
السيناريو السابق أو شبيهه يحدث كل يوم فماذا لو قلت (لا) لأي من هذه الطلبات ؟ ما الذي سوف يحدث؟ ماذا لو تعودت أن تقول (لا) بشكل دائم ؟ ماذا لو تعودت أن تقول (نعم) بشكل دائم؟
لو تعودت أن تقول (لا) دائما فأنك سوف تواجه الكثير من المشاكل كل مرة و في أحد المرات قد تكبر هذه المشكلة لو تعودت أن تقول (نعم) دائما فأنك قد تضحي في كل وقتك من أجل إسعاد زوجتك و لا عيب في ذلك و لكن لنفسك عليك حق و عليك أيضا أن تطور نفسك من اجل جلب المزيد من الدخل لتعيش هذه الأسرة بحال ميسورة!
ماذا لو تعودت أن تقول (لا) دائما و في بعض الأحيان (نعم) ؟
سوف تقوم زوجتك بالإلحاح عليك في كل مرة و تزيد المشاكل عليك حتى توافق بنعم بل و تعتبر بأن هناك دائما أمل بأن تقول نعم حتى و لو بعد حين
ماذا لو تعودت أن توافق(نعم) دائما و في بعض الأحيان ترفض (لا) ؟
هنا تأتي زبدة و هدف موضوعي فاستخدامك لكلمة (نعم) يعني موافقتك الدائمة لمن يطلب منك و الذي بالعادة سوف يكون شخص مقرب فإن لم تعجبك طلباته دائما إذا هناك مشكلة كبيرة و يجب حلها بشكل أخر بدلا من الموافقة أو الرفض فإما تكون طلبات الشخص مبالغ فيها و هنا يحتاج إلى تعديل تفكيره أو تكون أنت مبالغ في رفضك فتحتاج إلى تعديل تفكيرك و لربما عليك ترك هذا الطرف إن لم تستطع التوافق معه لأنه لا يوجد أي وفاق فيما بينكما – لا أقصد الزوجة فلربما يكون السبب صديق آو عملك الحالي –
تخيل معي انك توافق على 80% مما يطلب منك والتي بالعادة تكون أشياء عادية و بسيطة و ترفض في 20% من الأوقات – بناء على مبدءا بريتو - ؟
سوف تكون في هذه الحالة شخصية سهلة محببة من الجميع و لكنك تعرف أيضا حدودك و تعرف متى تقول (لا) في حال كان الموضوع يؤثر عليك أو لا يناسبك بشكل كبير و هنا سوف تكون على قدر كبير من احترام الجميع لكلمتك و موقفك
هل توافقوني الرأي؟
تاريخ المقال | طول المقال | تتطلب قرائته |
770 كلمة | 5 دقيقة |