عندما قامت شركة مايكروسوفت بتدشين نظام تشغيلها الجديد في وقته (Windows 98) قام رئيس الشركة السيد \ بيل جيتس مع مساعده بالحديث مطولا حول مميزات نظام التشغيل و مدى فاعليته و المرونة و أهم شيء الاستقرار الذي كان يؤرق مستخدمي نظام التشغيل السابق (Windows 95).
فكل نظم ويندوز كانت تتميز بعدم الاستقرار , أي أن النظام وفي أي لحظة و بدون سابق إنذار يتوقف عن العمل أو الاستجابة أو كما يقول المصطلح الانجليزي (hang) و الذي قمنا بتعريبه (هنق) و أحيانا يسمى بخطاء الشاشة الزرقاء , و في تلك الفترة كنت تحتاج إلى استخدام المفاتيح السحرية الخاصة بمايكروسوفت ألا وهي (CTRL + ALT + DELETE).
حتى أن الناس بدئت تلقي الطرف حول هذا الموضوع و هذه بعض الأمثلة الطريفة حول هذه المفاتيح:
بداية قصة اللعنة أن بيل جيتس ومساعده كانا على المسرح أمام المئات من الحضور, و يشدد هذه المرة على هذه النقطة و على مدى استقرار النظام الجديد و عندها حدثت مشكلة في النظام وقت عرضه و ظهرت الشاشة الزرقاء.
اضغط على المقطع لعرضه
هذه بعض صور لظهور الخطاء الشنيع في شاشات في أماكن عامة
كم مرة كنا في مثل هذا المأزق ,في عملنا أو حياتنا اليومية ,و لا يقتصر ذلك على المبرمجين بل في جميع النواحي , فربما أردت أن تعرض لآخاك الصغير كيف تستطيع أن تفوز بلعبة ما أو حتى كيف تقوم بهذه الحركة أو تلك و لكن كالعادة تفشل أمامه وتحس بخجل كبير, مهما كان ما تقوم به لوحدك فهو يعمل بشكل جيد و بدون مشاكل و عندما تود أن تعرضه أمام الناس يفشل أو لا يعمل كما هو مطلوب منه على الأقل.
فهذا ما أسميه لعنة بيل جيتس ,ولا أقصد أني أؤمن بالخرافات أو غيرها و لكن هذه هي التسمية الأفضل التي وجدتها لمثل هذه المواقف, و لربما أصبحت تقليدا بالنسبة لي فأغلب الأنظمة التي أقوم بها تعمل بشكل جيد أمام الجميع و لكن عندما أعرضها على شخص محدد و هدفي يكون من أجل إظهار قوتي أو كما يقال – فرد عضلاتي – أمامه ,فغالبا ما أصاب بلعنة بيل جيتس.
بعد أكثر من عشر سنوات من خبرة في تطوير التطبيقات أصبحت معتادا على هذه اللعنة و لم أعد أشعر بالخجل عند حدوثها , بل و أجد الطريقة أو العذر المناسب لأوضح الموقف, بل و أني بعد أن أصبحت معتادا عليها بدئت أشعر بالهدوء الذي يساعدني على وجود حل سريع سواء برمجي أو الانتقال لجزء أخر دون أن يشعر أحد بما حصل , أما عن الحلول الجذرية التي بدئت في اتخاذها لعدم الوقوع بمثل هذا الموقف آلا وهي , وضع التطبيق في بيئة تجريبية لاختباره من أجل الأخطاء الكبيرة, و من ثم نقله إلى بيئة إنتاجية فعلية لاختباره حقيقة مع متابعته عن قرب و متابعة جميع الحالات التي قد تواجه مستخدم النظام و من ثم أقوم بعرضه على المسئولين.
تاريخ المقال | طول المقال | تتطلب قرائته |
429 كلمة | 3 دقيقة |