تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
448 كلمة 3 دقيقة

كانت هذه الكلمات خاطرة سريعة خطرت لي على عجل، حين طُلب مني أن أُلقي كلمة أمام كوكبة من روّاد التقنية خلال حفل إفطار رمضاني لهذا العام. ورغم بساطة اللحظة، إلا أن المعاني تدفقت داخلي، فوجدت نفسي أكتبها دون تخطيط مسبق، مدفوعًا بتأملٍ عميق في حالنا، وحال الأمة والعالم. ولعلّ ردود الفعل الإيجابية من الحاضرين لتلك الكلمة، شجعتني على مشاركتها معكم هنا، فلعلّها تلامس فيكم ما لامسَتني.

"الصورة مولدة ببرنامج الذكاء الاصطناعي بعد أن طلبت منه توليد صورة مناسبة لمحتوى المقالة"


أنا مؤمن أن الدنيا دُوَل...

أنا مؤمن جدًا بأن الدنيا دُوَل، يتعاقب فيها الخير والشر، القوة والضعف، العسر واليسر.

كما قال تعالى في قصة يوسف عليه السلام:

"سبعٌ شِدادٌ يأكلن ما قدمتم لهن... ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ سمان"

وكما تقول الحكمة:

"يومٌ لك، ويومٌ عليك".فلولا تقلب الأحوال، لما استمرت الحياة، ولو دامت النعمة لغيرك، لما وصلت إليك.

الرقم (7) هنا ليس هو الغاية، بل هو متغير رمزي (Variable) يشير إلى مرحلة زمنية قد تكون ثلاث سنوات، أو سبعًا، أو عشرًا.

المغزى أن لكل ضيقٍ فرجًا، ولكل ليلٍ فجرًا.


عن النمط الموجي للتغيير

التغيير لا يحدث بنمط ثنائي (Binary)  كأن يكون اليوم حالكًا، وغدًا مشرقًا فجأة.

بل هو يسير وفق نمط موجي (Analog)، على شكل موجات من الصعود والهبوط،

تتخللها أوقات من الارباك والزعزعة، تمهّد لمرحلة جديدة.

عند كل ارباكٍ كبير، يسقط البعض من القمة، وكأنها تُجري عملية فلترة، لتُبقي من يستحق، وتُمهّد الطريق للمستعدين، ليكونوا روّاد القمة الجدد.


مؤشرات الموجة القادمة

ما حدث في غزة من نصر، رغم التضحيات العظيمة، ورغم استمرار الحرب حتى بعد كتابتي الأولى لهذه الخاطرة،أربك العالم، وغيّر معادلات كبرى، وأضعف أطرافًا كانت تُحسب ضمن محور المقاومة، كـ حزب الله وإيران.

إلى جانب ذلك، نرى اليوم مؤشرات متعددة توحي بأننا على أعتاب موجة جديدة من التغيير:

تحرير سوريا.

مصالحة محتملة بين روسيا وأوكرانيا.

قرارات ترامب الغريبة والمربِكة للأسواق العالمية.

كلها تُشير إلى أننا في بداية مرحلة انتقالية… مرحلة تحمل في طياتها فرصًا حقيقية لطفرات قادمة.


المرحلة القادمة: مسؤوليتنا في البناء

ما مررنا به من محن وصدمات يجب ألا يُضعفنا أو يحوّلنا إلى "شكّائين بكّائين".

بل يجب أن يدفعنا نحو تحمل مسؤوليتنا:

فمن سيقوم في اعادة بناء سوريا من جديد.

ومن سيقوم في تحقيق النصر الكامل ثم إعادة إعمار غزة.

وكلنا مسؤول وله دور في نهضة أمتنا العربية والإسلامية ودولنا في كل العالم العربي والإسلامي.


ولا ننسى: قواعد الرزق المالي

إذا كنا ننتظر سنوات سمان قادمة بإذن الله، فدعونا نستعد لها بـ أخلاقيات مالية راسخة.

إليكم هذه القاعدة المختصرة والذهبية لتوزيع وحفظ وتنمية الأرزاق:

 2 يجلبانه + 1 يحفظه + 1 ينميه + 2 يضيعانه = 2112

1. الدعاء والاستغفار: يجلبان الرزق.

2. الزكاة: تحفظ المال وتطهّره.

3. الصدقة: تنميه، وتضاعفه إلى أكثر من 70 ضعفًا.

4. الربا والإسراف: يضيعان المال، ويمحقانه.

"يا رزّاق يا كريم، ارزقني من واسع فضلك رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، ثم بارك لي فيه، إنك على كل شيء قدير."

ومن حديث النبي ﷺ:"من لَزِم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب."