تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
841 كلمة 6 دقيقة
العنوان طويل فعلا ولكنّه قد يكون أهمّ موضوع يشرح للنّاس أسباب الضجّة حول هذا التطبيق ولماذا حاولت كلّ من شركتي جوجل وفيس بوك دفع مليارات لشراء هذا التطبيق البسيط، كذلك الحال لمْ أودّ أن أتحدّث في ثلاثة مواضيع ضمن ثلاث تدوينات مختلفة عن موضوع سناب شات وأردت أن أجمع بينها لأنّها تتحدّث عن التطبيق نفسه.

أوّلا: لنتعرّف سريعا على سناب شات
سناب شات تطبيق للهواتف الذكيّة لمشاركة/إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة بين الأصدقاء وهو متوفّر للأيفون والأندرويد تمّ تطويره من قبل كلّ من Evan Spiegel و Robert Murphy وهما طالبان في جامعة ستانفورد وأوّل إصدار من التطبيق كان في الربع الأخير من العام 2011 ميلادي، ويتوفّر التطبيق الآن باللغتين الإنجليزية والهندية وعليه فنحن نعرف أيّ البلاد أكثر استخداما له بعد أمريكا والتي تستحوذ على 80% من عدد مستخدميه والشركة صغيرة حيث إنّ عدد موظّفيها لا يتخطّى 30 موظفا وآخر تقييم مالي لها كان 4 مليارات دولار-أكثر من 15 مليار ريال سعودي لو أردت عدّها من أوراق 500 لاحتجت إلى أكثر من 6 أشهر متواصلة 24 ساعة في اليوم لعدّها فقط :) -
  
ثانيا: فكرة التطبيق البسيطة التي لم يفهمها أحد
فكرة التطبيق ببساطة هي أن ترسل رسالة محادثة فوريّة لأيّ صديق ولكنّها هذه المرّة عبارة عن صورة أو ملف فيديو وحتّى هنا الموضوع عادي فكلّ تطبيقات المحادثة تقوم بذلك، أمّا الاختلاف وهو جوهر الموضوع بأنّ هذه الرسالة عندما تصلك فليس بإمكانك حفظها لديك ولا يمكنك إعادة مشاهدتها مرّة أخرى وأقصى وقت يمكنك مشاهدتها فيها هي 10 ثوانٍ وبعدها تختفي من جهازك ومن السيرفر أيضا!!  هناك البعض ممّن يحاول الاحتيال على ذلك عبر أخذ لقطة شاشة مثلا للصورة ولكن ما إن تقوم بذلك حتّى يتم إخبار صديقك بذلك :)
إذن هو تطبيق محادثة فوريّة لحظيّ تختفي محتوياته بعد لحظات دون أثر! ما الفائدة من هذا التطبيق؟ أو كما وصفه البعض بكلمات ما هذا الغباء؟ ولماذا قد أحتاج تطبيقا مثل هذا؟
لنعرف الإجابة ولماذا ملايين المستخدمين يستخدمون هذا التطبيق -الغبيّ بحسب وصف البعض- علينا أن نفهم جمهوره أكثر، هل تعلم بأنّ أكثر من 4 ملايين صورة يتمّ تداولها عبر التطبيق يوميًّا وهذا الرقم أُعلِن عنه منذ أكثر من 6 أشهر، ولنعلم أيضا بأنّ غالبية شريحة أعمار مستخدميه هم ما بين 13 و 23 سنة وأكثر الصور المرسلة هي من شاكلة -سيلفي/selfies-اضغط هنا لتعرف ماذا تعني سيلفي- أو كما يثير البعض بأنّ الصور هي من النوع الذي يسمى sexting- اضغط على الكلمة لتشاهد التعريف في ويكيبديا- أيّ التي من المفروض أن تكون صورا للكبار فقط أو صورا إباحية. في كل الأحوال هو تطبيق يلبّي حاجة لشريحة معيّنة، وإلّا لما استخدمه الملايين وأرسل من خلاله كلّ هذه الملايين من الصور وقدّر سعره أيضا بالمليارات.

ثالثا: الوشوشة
التطبيق قائم على مفهوم الوشوشة -whispering- أيّ كما لو أنّك أخبرت صديقك بنكتة أو موضوع في أذنه دون أن يعلم أحد غيركما بذلك، وهذه هي الحاجة الأساسية التي يلبّيها هذا التطبيق لدى النّاس حيث إنّه عند إرسال صور selfies أو sexting فإنّه في الغالب لا يرغب النّاس بأن يراها أحد آخر، فالنّوع الأوّل عادة يكون النّاس فيه بأوضاع وشكل غاية في الغرابة إذ إنّ أكثر صور سيلفي تكون عفويّة أو بتعابير غريبة على الوجه حتّى أنّهم يحرجون أنفسهم فيها والنوع الثاني معروف لماذا!

لذا فإنّ هذه هي الحاجة الأساسية التي لبـّاها التطبيق لدى المراهقين وأما السبب الذي دفع شركة فيس بوك وجوجل لعرض هذه المبالغ الضخمة فها هي هنا.

رابعا: الهجرة من فيس بوك
آخر رقم معلن حاولت دفعه فيس بوك لشراء التطبيق هو  3  مليارات دولار -نقدا- وبعدها عرضت جوجل 4 مليارات دولار وعندما لم تستطع فيسبوك الاستحواذ عليه انتقلت مباشرة لصفقة واتساب ودفعت فيس بوك من أوّل مرّة مبلغا كبيرا جدًّا لا يمكن مقاومته لكي لا تضيع صفقة الواتساب أيضا هي الأخرى، وباعتقادي أنّ هناك ثلاثة أسباب رئيسيّة التي دفعت فيس بوك لذلك:
السبب الأوّل: لنعرف سبب شراء فيسبوك لإنستقرام أوّلا والذي كان بسبب أن فيس بوك كان في يوم من الأيام أكبر المواقع المستخدمة لتخزين ومشاركة الصور وعند ظهور إنستقرام بدأ النّاس بالهجرة من فيس بوك إلى إنستقرام كما يفعلون الآن، أو دعني أقول شريحة معيّنة من تويتر أيضا بدأت تهاجر إلى إنستقرام، علما أنّ تويتر أيضا عرضت قبل فيس بوك شراء إنستقرام أيضا، إذًا أي تطبيق سيسحب شريحة كبيرة من مشاركة الصور من إنستقرام وفيس بوك فهو يهدّد شركة فيس بوك.
  
السبب الثاني: الوشوشة، إذ إنّ الفيس بوك وخلال آخر 3 سنوات أصبح يستقطب المزيد من الشرائح العمريّة المتقدّمة والتي كانت من النّادر أن تتواجد على فيس بوك ولنقل تقريبا من هم أكبر 45 سنة، وهنا مكمن المشكلة، إذ إنّ هذه الشريحة تعني أن كبار العائلة أو الأقرباء من الراشدين والأهل أيضا هم أصدقائي على فيس بوك ممّا يحدّ من نشاطاتي وخصوصا المراهقين بسبب ممارسة الوصاية، فلقد أصبحوا فجأة محاطين بالرّاشدين من العائلة ممّا أفقدهم المكان الحرّ الذي كانوا يأخذون راحتهم فيه، وأصبح الكبار يعلّقون على ما يقومون به سواء كان ذلك على العلن أو حتّى في البيت وجها لوجه، ولذا فإنّ هناك هجرة كبيرة من المراهقين من فيس بوك بسبب ذلك إلى شبكات اجتماعيّة أخرى تقلّ فيها الوصاية عليهم من الراشدين فيها وأكثرها سناب شات الذي لبّى رغبة ملحّة تقللّ من إحراجات المراهقين بسبب مماراساتهم التي اعتادوا عليها.
السبب الثالث: فيس بوك تشعر بتهديد كبير ودائم لذا فهي تعلم بأنّ النّاس سيتركون الفيس بوك عاجلا أم آجلا، لهذا عليها أن تقوم بتكبير إمبراطوريتها لتكون جاهزة للانتقال للخطّة (ب) والاعتماد على مصدر دخل آخر.

نلقاكم في تدوينات أخرى قريبا بإذن الله.