لنبدأ من التعريف (Metaverse) هو مفهوم يعبر عن بعد (مكان) افتراضي على الإنترنت على شكل ثلاثي الأبعاد (3D). استخدم المصطلح لأول مرة في رواية خيالية باسم (Snow Crash) والتي نشرت للكاتب الأمريكي (Neal Stephenson) في العام (1992) ميلادية، وتم مؤخرا محاولة دمج تقنية الواقع المعزز (AR - Augmented Reality) عبر أجهزة (VR - Virtual Reality) لكي يمكن الإبحار في هذا العالم.
الميتافيرس (Metaverse) كعالم افتراضي ما هو إلا عبارة عن برنامج حاسوبي (Software) من الممكن أن يكون في أي جهاز في أي مكان حول العالم وهو قابل للنسخ والتعديل والتوسع، المفهوم نفسه ليس جديدا فالكثير من الروايات والأفلام تحدثت عن المفهوم وإن لم تتحدث عن المصطلح الدارج (Metaverse) نفسه، كما أن عشرات ألعاب الفيديو تحاكي نفس الفكرة منذ سنوات ولعل أشهرها (Second Life) أو أي لعبة جديدة ومشهورة الآن هي تحاكي نفس المفهوم ولو جزئيا.
فورة العقارات الافتراضية واكبت فورة (NFT) لللعب على وتر (فوات الفرصة) للأشخاص الذين لم يدخلوا في عالم العملات المشفرة (Crypto Currency) سابقا وإيهامهم بأنهم سيخسرون الفرصة الذهبية للثراء، للأسف لا أستطيع وصف ذلك إلا بتصرف أشبه بـ (المقامرة). وقد تحدثت في مقال سابق يمكنك الوصول إليه من هنا عن (الجانب المظلم لعالم NFT).
الجديد اليوم في عالم (Metaverse) هو (ادّعاء) بعض المواقع بأنها تقوم ببيع عقارات في هذا العالم، الفكرة الصحيحة والمهم فهمها هي أن هذه المواقع تبيع أراضٍ افتراضية في عالمها هي ولكن بمفهوم الـ (Metaverse) فعالم الميتافرس ليس له تواجد حتى الآن، وغير ممكن في المستقبل القريب، حتى أن شركة (Facebook) عندما غيرت اسمها إلى (Meta) وهو بهدف أن تبني عالمها الخاص. حتى ولو تحولت شركة (Facebook) إلى (Metaverse) فالحقيقة هو أنك تعيش في عالم افتراضي تابع لشركة (Facebook) وليس عالما افتراضيا مستقلا بحد ذاته.
للتوضيح أكثر؛ مثلا لو قمت بشراء عقار (أرض) في أشهر موقع اليوم وهو (decentraland.org) فأنت تمتلك (عقارا افتراضيا) والذي هو عبارة عن (سجل في قاعدة بيانات فقط) في موقع (decentraland.org) فقط، أي لو قمت أنا ببناء موقع جديد وأضفت حرفا أو رقما واحدا مثلا (decentraland2.org) وقمت بنسخ نفس العالم فأنا أستطيع أن أبيع أرضك لشخص آخر.
لي تجربة منذ أكثر من 10 سنوات لشراء أراضٍ افتراضية لا تواجد لها فما هي إلا (دبوس) على خرائط جوجل (القدس، مكة المكرمة والمدينة المنورة) بهدف أن لا أتركها متاحة لأحد غير مسلم – أعتقد الآن أنه تصرف ساذج – واختفى الموقع بين يوم وليلة وقد تحدثت عن هذه القصة بتفصيل أكثر في مقالة سابقة يمكنك الوصول إليها من هنا (تجربتي مع العملات المشفرة).
إن لم تخرج من هذا المقال إلا بمعلومة واحدة فلتكن (لا وجود للميتافرس حتى الآن وما نراه اليوم هو محاولات لمحاكاة فكرتها فقط لإيهام من فاتته فورة العملات الرقمية بأنها الفورة القادمة) وحتى ذلك اليوم الذي يكون فيه (Metaverse) مستقلا ومركزيا وغير تابعا لأحد وعالما يتوسع بمستخدميه فليكن لي مقالة أخرى حينها.