تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
844 كلمة 6 دقيقة

في البداية؛ أود التنويه إلى أنّني أقوم بمشاركة حكايتي الشخصيّة هنا وعرضِ تجربتي، ولا أشجّع أو أنصح أيّ أحد على دخول هذا العالم من عدمه، وأرجو ألا يؤخذ من كلامي أو يفسّر على أنه أكثر من مجرد حدوتة إلكترونية.

في عام (2011) كانت تجربتي الأولى لشراء أصل افتراضي -إن صحّ التعبير- بعد أن أطلّ علينا موقع يقوم ببيع مدن العالم على الخريطة بشكل افتراضي على الإنترنت عنوان الموقع كان (https://www.milliondollarearth.com) وهو متوقف حاليا.

الفكرة ببساطة هي أنه قام بوضع خريطة جوجل ودبوس المدن عليها ومن ثمّ ترك للناس المزايدة على المدن ودفع مَبالغ مقابل شرائها، ثم يصبح اسمك مالكا لهذه المدينة تباعًا عند الشراء -بشكل افتراضي-.

في ذلك الوقت قمت بشراء ثلاث مدن (القدس، مكة المكرمة، والمدينة المنورة) بهدف نبيل ألا وهو أنني لن أسمح لشخص غير مسلم بأن يحتلّ هذه البقاع المقدسة حتى ولو كان افتراضيا، ومن نفس المبدأ مازلت أتملك اسم نطاق (http://mecca.directory) و دليل المدن (http://cities.directory) حتى هذا اليوم.


يمكن أن ينجح الموقع؟

الموقع توقف بعد أن حصد صاحبه الكثير من الأموال ولحسن الحظ أن ما يتمّ نشره على الإنترنت تبقى آثاره مستمرة دالّة عليه. فهنا صفحة فيس بوك للمشروع تحتوي على مقابلات وبعض الأخبار حول ذلك:  (https://www.facebook.com/MillionDollarEarth)،  وهنا وجب التأكيد على خطورة شراء ما هو افتراضي.

علما أن الفكرة خطرت لصاحب الموقع بعد أن نجحت فكرة موقع المليون بيكسل الذي باع صفحة إنترنت بمبلغ 1 مليون دولار وذلك مقابل 1 دولار لكل بكسل، الموقع موجود حتى اليوم .(http://www.milliondollarhomepage.com)  مع العلم بأن صاحب الموقع الأصلي للبيكسل حاول تكرار الفكرة مرة ثانية ولم ينجح مرة أخرى؛ وبالتالي فليست كل فكرة مجنونة جديدة أو مستنسخة يمكن أن يتكرّر نجاحها.


صدمة الأسعار في نفس العام (2011)

قررت دخول عالم العملات الرقمية أيضا ولكنني صدمت بواقع أنّي لم أستطع شراءها بشكل مباشر ولم يكن لديّ الوقت لمعرفة كيفية تعدينها؛ لذا أجّلت الموضوع حتى (2014) حينها قررت بأن أستثمر 5% من دخلي في العملات المشفرة وأيضا لم أستطع الوصول إليها أو شراءها في ذلك الوقت.

في نفس العام (2014) أذكر أنني كنت مع صديقي (سامي) على العشاء وكانت هناك مضاربات على البيتكوين التي أشغلت سامي طوال تلك الليلة مما أربحه الكثير، لذا قررنا أن يكون حساب العشاء على صديقنا الذي جنى ثروة في ليلة واحدة!
لكن وبعد ساعات من العشاء انخفضت الأسعار فعاد سامي بالخسارة وفي النهاية تحملتُ تكلفة وجبة العشاء؛ حينها قررت أن أنسى هذا العالم لأنه يحتاج إلى تركيز ووقت كبيرين ولم أكن أملك ذلك في تلك الفترة.


أول تملك في عام (2014)

قمت بشراء بضع عملات بيتكوين من أحد أصدقائي، وأعتقد أنها كانت (13) بيتكوين؛ وذلك بهدف أن أدفع بها مقابل خدمات في بعض المواقع التي لم تكن تقبل الدفع بالبطاقات الائتمانية التي نملكها، وقمت بوضعها في محفظة إلكترونية على الإنترنت والتي قبلت وقتها أن تفتح لي حسابا من بين بضعة مواقع، وأذكر أنني استخدمت أجزاء من 1 بيتكوين فقط في ذلك الموقع ومن ثم عاد الموقع إلى قبول بطاقات الائتمان التي لدينا كوسيلة دفع ولم أعد أجد المحفظة ولا الموقع ولا البيتكوين! وهنا أيضا أقوم بالتحذير من أن الدخول إلى هذا العالم يتطلب الكثير من الحرص والتركيز وإلا ضاع كل ما تملك بسهولة.


عندما وصل جنون الأسعار (2020)

قمت بتفريغ نفسي يوما كاملا للبحث عن هذه الـ (13) بيتكوين فهي تعادل ثروة ولكنني توصلت إلى قناعة تفيد أن (أموالي) ربما كانت في أحد المواقع التي استطعت الوصول إليها ولكنها سرقت بشكل ما، فتناسيت الأمر حتى لا يظلّ بالي منشغلاً بها كثيرا.


ماذا عن اليوم

أنا أثق ببضع عملات رقمية (البيتكوين، اثريوم، وBNB (، بعيدا عن نظريات المؤامرة والعرض والطلب والمتاجرة والمضاربة فإنني أؤمن بأن الندرة هي أصل له قيمة وهي ما جبلت عليه البشرية منذ بداية الخليقة، لذا فمن الواجب عليّ -إن كانت هناك فرصة- أن أمتلك نصيبًا من ذلك ولو كان يسيرا. وإنني حاليا أثق بما ذكرت من عملات؛ وذلك للأسباب التالية:

- البيتكوين بسبب الندرة والمجتمع التقني الذي يقوم بدعمها, مثلا أن يكون لدي (1) بيتكوين من أصل (21) مليون بيتكوين فإنني أقارنها بقيمة لنقد له قيمة في العالم الحقيقي أو حسب رؤيتي الشخصية فإنها تعادل من يملك 10 كغ من الذهب في يومنا هذا    .

- اثريوم قوتها في أنها شبكة عامة؛ لها نموذج ربحي ويقوم عليها مجتمع غير ربحي لحوكمتها وقد قامت بتوفير تطبيقات عديدة للاستفادة من تقنيات البلوك تشين (Blockchain) عليها مما ضمن استمراريتها ومن أهمها العقود الذكية (Smart Contract).

ومن الجدير بالذكر فلقد قمت ببناء عملتي المشفرة الخاصة  (MU) والتي تعني الرمز الرياضي (μ) وهي تعادل الرقم (10) مرفوع للأس (-6) ومحفظتي الإلكترونية الخاصة بالعملة (https://muwallet.com) على شبكة اثريوم. كذلك حال بعض العقود الذكية لتوثيق المعاملات، فكل ذلك يتطلب الدفع لتشغيل هذه المشاريع على نفس الشبكة، وعليه فأنا بحاجة إلى عملة اثريوم لهذا السبب.

- عملة BNB وهي تابعة لتطبيق المضاربة بالعملات الرقمية (Binance)  وأعتقد أنه من أفضل التطبيقات التي أعرفها وجربتها، وأيضا توفر نموذج عمل لأنها تعمل في حفظ المعاملات بواسطة (Blockchain) مع إمكانية المشاركة في المستودع الخاص بهم.


هل هناك أي عملات أخرى أثق بها أو أفضلها؟

أنا كتقني ما زالت تشدّني نماذج العمل الابتكارية التي تقوم عليها بعض هذه العملات الرقمية، وتشدّني نماذج أخرى أرى أن هناك من يقوم بالمحاولة في التأثير عليها أو دعمها أو ربطها بالذهب كالعملات الورقية، ولقد أخذتُ جزءا بسيطا جدا لا يتعدى بضع دولارات هنا وهناك من باب التجربة ومتابعة هذه المشاريع وليس من ناحية كوني أثق فيها أو في مستقبلها.